mercredi 11 janvier 2012

ما أشبه اليوم بالأمس..

ما أشبه الأمس باليوم :)

في السّنة الماضية من نفس هذه الأيّام، كان المجرمون يتسابقون إلى من يسقط أكثر عدد من الضحايا.. من يحطّم الرّقم القياسي في سفك الدّماء و قتل التونسيّين الأبرار..
من يثبت ولاءه أكثر لسيّده بتقديم قرابين من الجثامين الطّاهرة التي تفوح مسكا..
من يلوّث يداه بدماء الأبرياء أكثر من زميله..

في السّنة الماضية من نفس هذه الأيّام، كان التونسيّون يقدّمون أرواحهم واحدا تلو الآخر فداء للوطن.. كانوا يتلقّون الرّصاص بصدور عارية لا همّ لهم إلاّ ضمان الحرّية : فأمّا حرّ أو شهيد، خياران لا ثالث لهما..
كان كل موكب دفن بالنسبة لنا انتصار لأولئك المجرمين : زائد واحد في قاموس الضحايا..
كانوا يتلذّذون بمشاهدة الأبرياء تتساقط كأوراق خريف على أعتاب الحرية، أوراق تسقط و تنذر بأوراق يانعة لاحقة بإذن الله..

في السّنة الماضية من نفس هذه الأيّام، وقفنا جميعا بكامل أنحاء الجمهورية لنطرد سفّاحا قتل و أرهب و سفك الدماء و هتك و خوّف و أرعب و شرّد و اعتقل و سلب و نهب و سرق و و و و و و و و و و و بأياد خفيّة كانت في كلّ مرّة تلبّي نداء الإجرام بولاء..
DEGAGE DEGAGE DEGAGE
كلمة فرنسيّة استولى عليها قاموسنا "التونسي" فأصبحت ملكا تونسيّا بحتا و جميع الحقوق محفوظة..

فهرب القائد و بقي الموالون يعانون ويلات المحاسبة التي فر منها سيّدهم (و سيحاسب عاجلا أم آجلا)..
فرّ الجبان بما خفّ وزنه و غلا ثمنه و ترك "أيتاما" تهدّد و ترعب و تخوّف و تسلب و تهتك و تنهب (أساليب سيّدهم ليست بغريبة عنهم).. تحاول بكلّ ما أوتيت من قوّة أن تعيد مجدها و أت تبرّئ ذممها من دماء الأبرياء و من مجازر ارتكبت في حقّ التونسيّين الأبرار.. لكنّها لم تنجح و لن تنجح أمام شعب واع و شعب تذوّق معنى الحرية.. لن تمرّوا يا أيتام بن علي أمام آلاف الجموع الثّائرة التي تطالب بالقصاص من كل سفّاح قاتل أزهق أرواح شبابنا بدماء باردة أمام أعين أهاليهم و تحت مسمّى : الحفاظ على الأمن..


اليوم : 11 جانفي 2012 : التّاريخ يعيد نفسه..

و ها قد حان وقت القصاص..
نفس المشهد يتكرّر أمام وزارة الداخلية
DEGAGE DEGAGE DEGAGE لكل خائن مجرم قتل أبناءنا..
بدأت المحاسبة و لن تفرّوا منها بإذن الواحد القهّار.. ســ "تحاسبون"..
للأسف كل الكلمات قد اعتمدت و أصبح من النادر أن نجد كلمة لم يستعملها النظام السابق، فقّر لغتنا العربيّة، ففعلا "ستحاسبون بكلّ حزم"..
حان وقت المحاسبة و إعادة الكرامة لأبنائنا و الثأر لأرواحهم في كنف العدل و القانون..

أعظم هديّة تقدّم للثّورة في أيّام قبل احتفالنا بمرور عام عليها هي محاسبة المجرمين..
رحمكم الله يا شهداءنا الأبرار و رزق ذويكم الصّبر و السّلوان..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire