jeudi 26 janvier 2012

الباجي بين النّظري و التّطبيقي..


الباجي قايد السبسي، اي نعم الباجي قايد السبسي..


تلك الشخصيّة الذي ارتبط اسمها نظريّا (بالنسة للأجيال الجديدة) بثورتنا و شهدائنا..
اسم ارتبط بالقصبة، بالإصلاح، "بتصحيح مسار" الثورة..
اسم ارتبط بـ "تقييم" كل ما اعوجّ من ثورتنا.. 
اسم ارتبط بالتطرّق إلى ملفّات الفساد و كشف كل ماهو مستور من فساد و ظلم و قمع..
اسم ارتبط بإنقاذ سفينة الثورة و الإتّجاه بها إلى برّ الأمان..
اسم ارتبط بكل ما في كلمة الثورة من معنى بعد أن كان مآل محمّد الغنّوشي : الإحالة على التقاعد الثّوري..
الباجي ذلك "المناضل البورقيبي" الذي مشى بخطى ثابتة رغم سنّه المتقدّم..


و بين النظري و التطبيقي أنهار و جبال..
التوفيق بين كل ماهو نظري و تطبيقي يحتاج إلى رجال في زمن قلّت فيه الرّجال، زمن يقول فيه الحرّ: لا ! دون قيد أو خوف.. لا للفساد و الظلم، لا للكذب، لا "للتبلعيط"، لا "للتثعلب".. نعم للصّدق في القول و الإخلاص في العمل (التطبيقي لا النظري)..


فهالنا ما كان منك من تطبيقي.. و نعم التطبيق "تطبيقك" ! 
اكتشفنا أن كل ما كان من ثورتنا من نقاء و صفاء قد تلوث بمجرّد ارتباطه باسمك : الباجي قائد السبسي..


منّ الله عليك بنعمة لم تدرك مزاياها، فقد حكمت في فترة كان من الممكن أن تمحو فيها كلّ ما ارتبط بك من دمويّة لم نعشها نحن و لكن عاشها أجدادنا في عصرك.. "دموية" قاسية مرعبة مورست في حق الفلاڨة التي نكّل بها "بوك الحنين" بورقيبة..
ماض كان يجهله أغلب التوانسة و سأتجرّا أن أكون ناطقة "مؤقّتة" باسم الأغلبية.. 
فمن أوّل و أروع مزايا ثورتنا علينا هي اكتشافنا لتاريخنا.. 
تاريخنا الذي لم نكن نعي منه (عن غير وعي) إلاّ كلمة : التّاريخ، تلك المادّة التي كانت من أكثر المواد المنفّرة لكل التلاميذ دون استثناء (على الأقل في جيلي).. ربّما كان تنفيرا و تغريبا مقصودا حتّى يبقى بعد التونسي عن تاريخه أشدّ ما يكون من بعد و تغريب.. هو "إقصاء" مدروس حتّى لا نكتشف تاريخكم الأسود الظلامي المتّسخ بشتّى أنواع الجرائم.. تاريخ لا نتذكّر منه سوى سنة الإستقلال بعيدا عن كل خيانات و أسماء الأحياء كأسمائكم، و كأنّكم كنتم على بيّنة من مستقبل كان بالأمس بعيد ! مستقبل شباب حرّر البلاد و العباد (بمشيئة الله)، فكان تدخّلكم فيه تدخّل "الأبطال المناضلين"، المساندين لمسيرة الشباب !! كانت أسماؤكم غريبة عنّا، لم نرها في كتب تاريخ خلت !! رغم أنّ تواريخ مواليدكم أقدم بكثيــــــــــــــــــــــر ممّا قــُــدِّم لنا فيها !! فماذا كنتم يا تـــُــرى فاعلون في عهود خلت ؟؟ ماذا فعلتم غير الذي نعلمه (ليس بكتب تاريخنا) و غير الذي سجّله التاريخ و اختفى من كتب التّاريخ؟؟


لن أقف عمّا لم أعشه و سأكتفي بما عشته و رأيته بأمّ عيني..
سأحسن بك الظنّ و اكذّب تاريخا نــُـقـِـل لي، و سأبدأ منذ 27 فيفري 2011، تاريخ دخولك "تاريخنا" الذي نعيش..


الباجي قائد السبسي الوزير الأوّل المؤقّت السّابق..
ذلك المحامي، اي نعم محامي !
سأكتفي بهذا التعريف الصغير الكبيرالنظري.. الصّغير من حيث الكم، و الكبير من حيث الكيف.. فمهنة المحاماة أرقى و أنبل ما يكون من المهن، يكفي أن يكون المحامي صادعا بصوت الحق، فصيح اللسان، متميّز الحضور، لا يخاف في الحق لومة لائم..
و كالعادة  بين النظري و التطبيقي أنهر و جبال..


 الباجي الذي تميّز منذ تولّيه منصبه المؤقّت بردّات أفعاله المشينة تجاه كل ما من شأنه أن يحرّك فينا الغيرة و الأحاسيس المقدّسة ! دعنا نسمّي الأشياء بمسمّياتها يا "سي الباجي".. كل أنواع التجاوزات التي لم تخطر على بال أحد ارتكبت في فترة تولّيك لحكمك المؤقّت و لكنّك لم تحرّك ساكنا، ظللت تراقب من بعيد بدهاء لا مثيل له..


ثم بعد انتهاء مهامّك بصفة غير مؤقّتة نراك بابتسامتك الصّفراء و أنت ترتدي زيّ المحاماة (الذي هو منك براء) و تندّد بمحاكمة قناة تونسية تتعدّى على الذّات الإلهية ؟؟
تقف بجانب قناة عرضت في فترتك فيلما أشعل النّار بكامل تراب الجمهوريّة ؟؟
أ ما قامت به "قناتك" (و أؤكّد على كلمة قناتك التي آزرتك قبل و بعد فترة حكمك) من انتهاك لمقدّساتنا و تعدّ على ديننا تعتبره حريّة شخصيّة ؟؟
ربّما هو شيء ليس بغريب عنك و أنت الذي في فترة حكمك دنّست مساجدنا و جعلت منها مرتعا لشرذمة من "القردة" على حسب وصفك (حاشى الشّرفاء منهم).. فأن لم تذد عن دينك و أنت في حكمك أنتظر منك الخروج عن الملّة و أنت عن الحكم بعيد..


ثمّ أ إستيقظت فيك نخوة العربي الأصيل فأصبحت تستنكر اعتداءات على أشباه صحفييّن أغرقوا البلاد بطوفان إشاعات كادت تودي بحياتنا لو لا لطف الله و وعي الشّعب و محاولات شباب واع إلى نقل الأخبار بحياد ؟؟!!!
أ نسيت ما كان منك حين اعتديت على الصحفية البنفسجيّة لفظيا و ماديّا ؟؟
هو النّسيان أكيد فلا عتب عمّن عمره ناهز 83 و هذا تذكير لك "شيخنا" الفاضل :






أنسيت ماكان منك في قضيّة العقربي التي غادرت تونس بكل "سلاسة" و أنت تنظر إلينا بعين الاستهزاء و التشفّي و أعداء البلاد يهربون الواحد تلو الآخر و التوانسة يموتون غيظا ؟؟


أنسيت المنصف العجيمي ذلك السفّاح المجرم الذي قتّل أبناءنا، فعوض أن تحاسبه عمّا اقترفته يداه قمت بترقيته ؟؟ أم أنّك تحاول إعادة التّاريخ ؟؟ فكما تمّت ترقيتك إلى وزيرا للداخليّة من "بوك الحنين" بعد أن مارست طقوس الوشاية بالفلاڨة الأحرار، ها أنت ترقّي قاتل شهدائنا..


أنسيت حديثك الصحفي في القناة اللاوطنية و قد وصفت المنقّبات بالغربان ؟؟





أما وصفت رجال الأمن بالقردة و أنت تبتسم تلك الابتسامة السّاخرة التي فاقت الموناليزا في سحرها و تأثيرها (سلبا) على عقول و قلوب و مشاعر التّوانسة ؟؟
ألم يتمّ الإعتداء على سعاد عبد الرّحيم؟؟ 
أليس هذا عنفا؟؟ ألا يرفع في مثل هذه الحالات قضايا ضدّك و ضدّ مرتكبي العنف بصفة عامّة ؟؟ 


هذا بالإضافة الي العديـــــــــــــــــــــد و العديد من الفضائح التي تغيب الآن عن ذهني..


و في آخر المطاف تصدر بيانا ! ههههههه بيآآآآآآآآآآآن، إي نعم بيان..

للوهلة الأولى و في قراءة أوّلية شعرت أنّ الباجي لا يزال وزيرنا (لا قدّر الله).. بيان تطغى عليه اللهجة الأمر و النهي و الزجر : 
ضرورة قيام المجلس التأسيسي ..
ضرورة إعادة تفعيل المؤسّسة ..
دعوة كل القوى السياسيّة ..
ثمّ تختمه بآية للأسف الشديد دنّسها سيّدك من قبلك -لا حول و لا قوّة إلاّ بالله-


من أنتم ؟ 
لا للمزايدات و لا للظهور بصورة الحمل الوديع يا قائد نفسك.. جعلتك قناتك سيّئة الذّكر بطلا من أبطال الثّورة الذين أنقذوها من براثن الوحوش، و الحقيقة أنّك كنت وحشا كاد يودي بحياتنا جميعا لولا حكمة الله و حبّه لهذا الوطن.. الله الذي حمانا من كل مكروه و رغم كل ما نعيشه من صعوبات.. الله الذي اعتبرتم تجسيده حريّة تعبير..


لا أعلم من أين يأتون بكل هذه "الثّقة" (حتّى لا أُضطرّ إلى استعمال كلمة وقاحة)!!
ثقة عمياء ممزوجة بجرعة زائدة من الدّهاء و المكر و الخبث يشعر الشريف أمامها بالغيظ فتجده يتصرّف بكل عنف من اعتداءات و "أدمغة" من شدّة الأذى النفسيّ الذين لم يجدوا له مخرجا ؟؟ 

فيسجنون هم و تبقى أنت طليقا، لا لشيء إلاّ لأنّك القائد لشرذمة تفديك بما غلا و بما رخص، و لكنّك تبقا في عين الشريف رخيصا، كأي يتيم من أيتام بورقيبة، أجداد أيتام بن علي..
لا مقدّسات لكم و لا غالي..
لا مبادئ و لا قيم..
كلّ ما يمكن وصفكم به أنّكم بشر فقدوا صفات البشر، فأضحيتم كائنات عجز "تاريخنا" عن تسميتها، و حارت عقولنا في وصفها..


لم أعش تاريخكم، هذا صحيح.. 
لكن من خلال ما أرى اليوم يمكنني تخيّل ما كنتم سابقا فاعلون..
حاضرك يروي لنا ماضيك..
و يمكنني كتابة "تاريخنا" و وصف كل ما كان منك في عهدنا.. سيسجّل التّاريخ و ستسجّل كتب التّاريخ، تواريخا عشناها و رأيناها وبأيدينا خططناها..


لن نزوّر تاريخنا كما فعلتم.. و لن نغرّب أبناءنا عن تواريخنا و تواريخكم، بل سنزرع فيهم حبّ الوطن الذي زرع فينا بدوره حبّ اكتشاف ماضي كل مناضل و خائن..
حب وطني الذي علّمني أنّ ما التّاريخ إلاّ حاضر نعيشه بأحاسيسنا و أرواحنا و عقولنا..


سجّل يا تاريخ، أنّه ما عاش في تونس من خانها.. 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire