mercredi 18 avril 2012

سموم الإعلام


تجربة :
تعمّدت الفترة الأخيرة أنّي نبتعد على السّياسة و حتى نشاطي على الفايسبوك ابتعدت به كل البعد عن السّياسة، و قلت خليني نتبّع التّلفزة كيما يتبّعوا النّاس الكل.
برامج تلفزية و منابر حوار و منشّطين و قنوات "تونسيّة" بكل اتّجاهاتها..

و يا ريتني ما عملت هذه التجربة، لكن الحمد لله أنقذت نفسي في آخر اللحظات..

الجميع يعلم أنّ الفايسبوك هو حكر على فئة معيّنة، شئنا أم أبينا، فأغلب التوانسة، مصادرها الأساسيّة في استسقاء المعلومة هي التلفزة و الصحف المكتوبة (هذه يلزمها تجربة وحّدها)..

و كانت النتيجة أني شويّة لا صدّقتهم و كرهت كل ماهو سياسة و أصبحت أنظر إلى الحكومة بعين الإستغراب، مع العلم أنّي حاطّة في مخّي الي أنا ما يلزمنيش نصدّقهم، و لكن مع ذلك كانت كل برامجهم توهم المتلقّي بصدقهم و ذلك بأساليب للأسف يمكن أن تكون مقنعة للتونسي البسيط..
موش الشعب بكلّو متابع للشأن السياسي عن كثب، و موش الشعب بكلّو يعرف الي فمة صراعات قد يكون مآلها إلى ما لا يــُــحمد عـــُقباه للأسف..

و المشكل أنو الحكومة (عن قصد أو عن غير قصد) غير واعية بهذه المشكلة الكبيرة، ساعات نحس إلي هي متساهلة في حكاية الإعلام إلى أبعد الحدود، و كأن الإعلام لا يعني شيئا، أو أنّو ما عندو حتّى فايدة على السّاحة السياسيّة !!
في حين أنّو خلال هذه التجربة القصيرة (و الحمد لله) لاحظت أن الإعلام اللاوطني له تأثير كبير على مشاعر التونسي: كي تجي تمسّو في البطالة أو تجيبلو نائب من المجلس التأسيسي يحكي على البطالة و جرحى الثورة و الحقيقة أن كل كلامه سموم يبثّها في هذه القنوات، ما ينجمش التونسي يقول لا هذا قاعد يكذب !!
خاطر ما يعرش الحقائق، هو فقط يقيّم النائبين بما يراه في التلفزة و الي هي طبعا قاعدة تلمّع في صورهم تلميعا غير طبيعي بالمرّة !!

لن أطيل..
مختصر القول : يجب أخذ موقف حازم من هذه القنوات و عدم الإستهانة بدورها الرّيادي في تنويم التونسي تنويما مغناطيسيّا متقنا..
كل القنوات تشن حملة شعواء على الحكومة (مانيش باش نحكي على الهجوم الي عاملينو على النهضة)، وجب التصدي لها بصفة جدية..

حتّى أنّ الكلمة المشهورة التي أصبح يتداولها التونسي : ياخي القنوات الكل غالطة و تكذب و الحكومة هي الصحيحة ؟؟

لا يجب الإستهانة بدور الإعلام، فهو يعلم جيّدا دوره في قلب الموازين، لذلك نرى استماتة ما بعدها استماتة في تزييف الحقائق و الامتناع عن بث كل ما يمكن أن يعيد للحكومة هيبتها في أعين منتخبيها..


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire