vendredi 27 avril 2012

العــِـلـْـمُ للجميع

موضوع كنت أتحاشى التطرق إليه، لسبب بسيط و هو الأمل في النظر إليه نظرة جدية و التفكير فيه عمليا و في أقرب الآجال، إلا أنّني ألاحظ إهمالا كليّا له و كأنّه لا يعنيهم ..

فما تعيشه بلادنا من تظاهرات و زيارات لشيوخ و علماء و فنانين ملتزمين و ضيوف كرام، يزيد حتما في شعبيّتها خاصة و أنّنا قد قمنا بثورة يشهد لها الجميع بنجاحها رغم كل المشاكل التي نعيشها، فحينما نرى ما يحدث ببلدان أخرى علينا وجوبا أن نحمد الله على نعمة قد أنعم بها علينا دون شكر منا ..

كما ذكرت سابقا، نــُـــسعد كثيرا بمثل تلك الزيارات أو حتى بالتظاهرات أو الإجتماعات التي تتمّ. لكن ما لاحظته و ما حزّ في نفسي أن هؤلاء الضيوف كانوا و لازالوا حكرا على أماكن معيّنة في الجمهورية التونسيّة !! نفس الأماكن يزورها الضيوف و تظل بقيّة المناطق تراقب التظاهرات من بعيد !!
نكتفي فقط بنقاط نقرأها حول تلك الزيارة على صفحات الفايسبوك، أو ربّما فيديو ملخّص أو مسجّل، و في أفضل الأحوال نتابعها مباشرة من إحدى القنوات على الأنترنات streaming !!
بسرعة تدفّق تصيبنا بالغثيان ..

لا أريد لأصحاب القلوب المريضة التعليق على كلامي بقول : كفاك إشعالا للنعرات الجهوية، أو كل المناطق سواسية و لا أساس لكلامك من الصحّة، أو مثل هذه العبارات التي حتما لا أقصدها..

ألا يحق للمناطق الداخلية أيضا المشاركة في تلك التظاهرات ؟
أيجب على سكّان المناطق الداخلية فقط التنقّل إلى العاصمة أو إلى بعض المدن الأخرى، لمشاهدة محاضرة لاسماعيل هنية أو وجدي غنيم أو محاضرة للشّيخ راشد الغنوشي ؟؟ ألا يمكن أن يكون التنقل في الإتّجاه المعاكس ؟
المطلب ليس تشغيلا أو عدالة اجتماعية (على الأقل في هذه الفترة)، لكنه مطلب ثقافي بالأساس، نريد ثقافة للمناطق الداخلية و تحريكا لما ركد لسنوات.. نريد نظرة جدية في التعامل، فالثقافة ليست حكرا على ولايات معيّنة.. ليس في مقدور الجميع التنقل من الجنوب إلى الشمال للمشاركة في محاضرات شيوخنا..
علينا إلغاء هذه المركزية التي ترسّخت منذ القدم، و اقتصار بعض الولايات على بعض النشاطات التي أصبحت حكرا عليهم ..

أجّلت الحديث في هذا الموضوع كثيرا أملا في أن يتم تفاديه لكني أراه يترسّخ، فالزيارات تتوالى يوما بعد يوما، و ما من ملاحظ لهذه الظاهرة..
أفضل ما في الثورة أنها وحدت الجميع في 24 ساعة فأصبح ما من فرق بينهم، هي فقط اختلافات وهمية رسّخها العهد البائد، لكنّها تلاشت حالما تلاشى ذلك العهد و مر..

أرجو أن يتم النظر إلى هذا الموضوع بصفة جدية ..

تحيّاتي ..
 
 

2 commentaires:

  1. السلام عليكم

    تعليقي لا يمتّ لمحتوى التّدوينة بصلة مباشرة

    لاحظت أنّ التعاليق غائبة عن هذه المدوّنة و عدد المتابعين قليل مقارنة بمدوّنات أخرى
    ربّما تحتاج إلى شكل أفضل و دعاية أكثر
    فيما عدا ذلك أسلوبك رصين إلى حدّ ما و ربّما أبعد ذلك عددا من المتابعين المحتملين من أبناء الفيراجات

    بارك الله فيك و نفع بك

    RépondreSupprimer
  2. و فيك بارك الرّحمان، حقيقة لا يهمني كثيرا أبناء الفيراجات بقدر ما تهمني ملاحاظاتكم أنتم :)
    شكرا لمرورك أختي، أنتظر ملاحظاتك في قادم الأيام ^^

    RépondreSupprimer