vendredi 17 août 2012

يتوحدون على الباطل و نفترق على الحق !!


كالعادة و بعد راحة دامت تقريبا شهر من مسلسل السلفية، تعود البارحة هذه السلسلة لكن بأكثر تشويق، بعد اعتداء السلفيين على الحضور في مهرجان الأقصى ببنزرت ..

و ما إن انتشر هذا الخبر حتى كثرت "الكرتوش" هنا و هناك .. أطراف تتشاتم و تتقاذف السباب و الشتائم و المشكلة أنها أطراف تنسب نفسها إلى الإسلاميين !! و بالطبع يجد المحايد نفسه "ملطشة" من هذا الطرف و من ذاك :/

الطرف الأوّل :
مع التّعنيف و مؤيّد له بشكل غريب، ذلك أن سمير قنطار مؤيّد لبشّار النعجة و بالتالي فإن كل "لكمة" لهذا الشخص هي لكمة "حلاااااااااااااااااااال" !
بل أن العديد منهم من قضّى الليلة يحتفل على حائطه الفايسبوكي بتلك الأحداث و قد وجد للعنف ألف مبرّر !!

الطّرف الثّاني :
يستنكر و يشتم و يرمي التّهم جزافا و ينعت "السلفيين" بأبشع النّعوت و أبشع الأوصاف، حتّى أنّ بعضهم أيضا قضّى ليلة سوداء و هو يضع النشرية تلو الأخرى يشتم فيها هذا و يسب فيها ذاك..
و هذا الطرف منقسم إلى شقين : شق مساند لبشّار (و بالتالي مساند لسمير قنطار)، و شق معارض له (معارض لسمير قنطار) ..

الطّرف الثّالث :
محايد يجد نفسه مجبرا على تهدئة هذا و توعية الآخر فـ "ياكل على راسو ما ياكل الطبل نهار العيد" :/

و الحقيقة أن للطّرفين الأوّل و الثّاني جرعة زائدة من الغباء، إي نعم الغباء !!

أوّلا نحن لسنا في غابة، نحن دولة قانون (مهما بلغت ثغراته ما بلغت) شئنا أم أبينا !!
و دولة القانون تمنع منعا باتّا مثل هذه الأعمال و الأحداث التي تعطي للمستمع و الناظر إلى هذه الحوادث انطباعا سيّئا، يفيد بأنّ لكل طالب حق، الحق في أخذه بيده مهما كانت الطريقة و مهما بلغ عنفها ما بلغ !!
رغم الموقف الصحيح الذي تملكه هذه الفئة و المتمثّل في : الغيرة على سوريا و محاولة طرد كل من تسوّل له نفسه أن ينادي بحياة بشّار في بلد الثّورة تونس، لكن للأسف سوء التّقدير و سوء التصرّف جعل هذه الفئة في موقف ضعف، فلا يمكن أن يكون العنف حلاّ مهما كانت المواقف صائبة ..

ثانيا لا أرى بدّا من ردّة فعل الطّرف الثاني و التي أراها مبالغا فيها، قد لا يكون الهدف منها سوى ضرب السلفية في العمق، بعد أعمال العنف التي انتشرت هذه الأيام و التي نسبت إلى السلفيين..
فكيف نضع البنزين قرب النار و نتعجّب حين نرى البنزين ملتهبا ؟؟
كيف لك أن تسمح و في مثل هذه الفترة، و نحن نرى سوريا تــُــقــَـــتّــَـــلُ تقتيلا و شهداؤها يــُــهّـَـرّبُون ليتِمّ إكرامهم بالدّفن، باستضافة من يردّد يحيا بشّار و "يفتي" بقطع ألسنة كل من يساند الثّورة السّورية ؟؟
ماكفاناش التّوانسة الشبّيحة نعانيو منهم، تزيدوا تجيبولنا شبّيحة من الخارج ؟؟

بالنسبة لي أعتبرها حادثة كشفت عن ازدواج في شخصيات البعض :/
فلا نستطيع تبرير العنف بأي حال من الأحوال، مهما كانت المواقف و الأفكار صحيحة، كما أنّنا لا نستطيع أيضا أن نستفزّ شعبا بأكمله ثمّ نلومه بعد ذلك على ردّة فعله !!

إخوتي .. اتّخذوا الحيادية في تعاملكم و حاولوا أن تكون حرفيّين، على الأقل أمام ما نعانيه من غياب كلّي للمعلومة على إعلامنا "اللاوطني" ..
أرجو أن لا ننساق وراء خطط (لا أريد لفظ المؤامرة) تــُـــحاك لنا لتفكيك وحدتنا، و نحن الذين تجمعنا "لا إله إلاّ الله سيّدنا محمّدا رسول الله" ..
ها نحن نتفرّق في حين أنّ عدوّنا يتجمّع و يتّحد حول الباطل ..

يحز في نفسي أن أرى بعض "النقاشات البيزنطيّة" تــُـــدار بين إسلاميّين : هذا مع السلفيين و الآخر ضدّهم، فلا الأوّل يوضّح ما صار و لا الثّاني يقبل النّقاش .. :(

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire